إن أحد أنواع الرُّهاب الأكثر انتشارًا هو رهاب الأماكن المغلقة وهو منتشر بشكل كبير بين الناس وهو رهاب محدد، حيث تُظهر الكثير من نتائج الأبحاث أن نسبة انتشار رُهاب الأماكن المغلقة بين الناس هو 4-8%.
يشعر الشخص المصاب بهذا الرُّهاب بخوف شديد عند تواجده في المصعد، أو الطائرة، أو أي مكان مغلق غالبا ما يخرج الأشخاص المصابون برهاب الأماكن المغلقة عن طريقهم لتجنب الأماكن الضيقة، مثل المصاعد والأنفاق والقطارات الأنبوبية والمراحيض العامة. لكن تجنب هذه الأماكن قد يعزز الخوف اكثر.
ما هي أسباب الخوف من الأماكن المغلقة؟
1. قد يكون رهاب الأماكن المغلقة مرتبطًا بخلل اللوزة ، وهو جزء صغير من دماغنا مسؤول عن معالجة الخوف. تتحكم الجينات في اختلاف الحجم ، مما قد يتداخل مع كيفية معالجة الدماغ للخوف.
2. يمكن أن يكون للعامل الوراثي لعب دور في المرض.
3. تعتبر صدمات الطفولة الناتجة عن قصر المساحة أو غرفة مظلمة أو البقاء في مصعد أو خزانة لفترة طويلة من الأسباب المهمة لرهاب الأماكن المغلقة. تثير هذه الصدمة الخوف أو القلق لمواقف مماثلة في المستقبل
4. يمكن أن يصاب البالغون برهاب الأماكن المغلقة في وقت لاحق من حياتهم بعد تجربة خانقة. على سبيل المثال ، أدخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
5. شعور مبالغ فيه بالتقارب. يمكن أن يؤدي انتهاك هذه المساحة إلى إثارة الخوف من الأماكن المغلقة
6. قد يصاب الطفل الذي ينشأ مع أحد الوالدين المصاب برهاب الأماكن المغلقة برهاب الأماكن المغلقة بأنفسهم من خلال ربط الأماكن الضيقة بقلق والديهم والشعور بالعجز عن راحة الشخص الذي يحبونه.
محفزات الخوف من الأماكن المغلقة
يمكن أن تؤدي العديد من المواقف أو المشاعر المختلفة إلى رهاب الأماكن المغلقة. حتى التفكير في مواقف معينة دون التعرض لها يمكن أن يكون محفزا.
تشمل المحفزات الشائعة لرهاب الأماكن المغلقة ما يلي:
* مصاعد
* أنفاق
* قطارات الأنابيب
* مراحيض عامة
* الغرف التي يجب أن تكون فيها الأبواب مغلقة
* سيارات
* غرف الفندق ذات النوافذ المغلقة
* الطائرات.
ما هي أعراض الخوف من الأماكن المغلقة؟
يمكن أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة بنوبات الهلع. يمكن أن يكونوا مخيفين ومحزنين للغاية.
أعراض ومشاعر القلق
1. الخوف من فقدان السيطرة.
2. الخوف من الإغماء.
3. مشاعر الفزع.
4. الشعور بالقلق الساحق.
5. الشعور بالحاجة الشديدة لترك الموقف.
6. فهم أن الخوف ليس عقلانيا، ولكن لا يمكنك التغلب عليه.
بالإضافة إلى مشاعر القلق الساحقة، يمكن أن يسبب رهاب الأماكن المغلقة أيضا أعراضا جسدية، مثل:
1. التعرق
2. الرجفة
3. الهبات الساخنة أو القشعريرة
4. ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس
5. إحساس بالاختناق
6. تسارع في ضربات القلب
7. ألم في الصدر أو شعور بالضيق في الصدر
8. إحساس بالفراشات في المعدة
9. الشعور بالتعب والأعياء
10. الصداع والدوخة.
11. الشعور بالإغماء
12. خدر أو دبابيس وإبر
13. جفاف الفم
14. الحاجة للذهاب إلى المرحاض
15. طنين وشيش في أذنيك
16. الشعور بالارتباك أو الارتباك
الأعراض الشديدة للمرض
إذا كنت تعاني من رهاب الأماكن المغلقة الشديد فقد تعاني أيضًا من أعراض نفسية، قد تشمل ما يأتي:
1. الخوف من فقدان السيطرة.
2. الخوف من الإغماء.
3. مشاعر الرهبة و مشاعر الابتعاد عن جسدك
4. الخوف من الموت.
مضاعفات رهاب الأماكن المغلقة
من أبرز المضاعفات التي قد تحدث جراء الإصابة بالمرض ما يأتي:
* الخوف من الأنشطة التي قد تجعلك تشعر بالانغلاق.
* الخوف الشديد من الأماكن المغلقة.
* الخوف من الإغماء أو فقدان السيطرة أو حتى الموت.
التشخيص:
1. خوفك من المساحات المغلقة شديد وكان موجودا لمدة ستة أشهر أو أكثر.
2. يحدث خوفك وقلقك دائما تقريبا بمجرد مواجهة خوفك المحدد (مصعد، غرفة مغلقة،الخ)أو التفكير في الموقف المخيف.
3. أنت تتجنب وضعك المخيف أو تتحمله بخوف شديد أو قلق.
4. خوفك لا يتناسب مع الخطر الفعلي (يعني انت تخاف من الموت بسبب نقص الاكسجين في الحمام المغلق؟؟ يعني نخلي الحمام دائما مفتوح والناس يتفرجوا لك عشان يدخلك الاكسجين!!!!!
5. يسبب لك خوفك ضائقة كبيرة أو يعوق قدرتك على العمل بشكل كبير.
6. إذا كنت قد شعرت بالقلق في الأشهر الستة الماضية بشأن التواجد في مكان ضيق أو مكان مزدحم، أو تجنبت هذه المواقف لهذا السبب، فمن المحتمل أنك تتأثر برهاب الأماكن المغلقة.
علاج رهاب الأماكن المغلقة
تشمل طرق العلاج ما يأتي:
1. العلاج بالتعرض لمسبب الخوف (يسمى أيضا علاج إزالة الحساسية)
في هذا النوع من العلاج النفسي، تتعرض تدريجيا لوضعك المخيف. مع التعرض التدريجي والمتكرر، الهدف هو أن تشعر بالراحة في وضعك المخيف المحدد.
قد يتضمن علاج التعرض ما يلي:
* مواجهة رهابك المخيف مباشرة، في الوقت الفعلي.
* تذكر ووصف تجربتك المخيفة.
* النظر إلى الصور أو استخدام الواقع الافتراضي للاقتراب من التجربة الحقيقية المخيفة ومع ذلك تكون في بيئة آمنة.
* يمكن تسريع علاج التعرض بعدة طرق. يتضمن العلاج أيضا تمارين الاسترخاء والتنفس. سيضع طبيبك النفسي خطة فريدة لك، بناء على شدة أعراضك.
* حيث أن العلاج يضعك تدريجيًا في المواقف التي تخيفك لمساعدتك في التغلب على خوفك، في البداية قد تنظر فقط إلى صورة مساحة ضيقة ثم بمساعدة معالجك ستتدرب على أن تكون داخل مساحة اضيق.
٢.العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
في هذا النوع من العلاج تتحدث وجهًا لوجه مع معالج مُدَرَّب وتخبره عن الأفكار السلبية التي تدفعك للخوف وكيف تتعلم طرقًا للتغلب عليها، قد يكفي العلاج المعرفي السلوكي بمفرده أو قد تحتاج معه للعلاج بالتعرض.
يركز هذا النوع من العلاج النفسي (العلاج بالكلام) على إدارة رهابك عن طريق تغيير الطريقة التي تفكر بها وتشعر بها وتتصرف بها.
خلال العلاج المعرفي السلوكي، ستقوم بما يلي:
* ناقش أعراضك ووصف ما تشعر به.
* استكشف رهابك بعمق أكبر لاكتساب فهم لكيفية الاستجابة.
* تعلم كيفية التعرف على تفكيرك وإعادة تقييمه وتغييره.
* استخدم مهارات حل المشكلات لتعلم كيفية التعامل معها.
* واجه رهابك بدلا من تجنبه.
* تعلم كيفية الحفاظ على هدوء عقلك وجسمك.
3. الواقع الافتراضي
يستخدم هذا النوع من العلاج المحاكاة الحاسوبية للمساحات الضيقة مثل المصاعد أو أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يمكن أن يساعدك الحصول على تجربة مساحة ضيقة في العالم الافتراضي في التغلب على مخاوفك. مستقبلا سوف يكون هذا النوع من العلاج من أنجح الطرق على الإطلاق لمعالجة الخوف من الاماكن الضيقة.
4. الاسترخاء والتخيل
يمكنك تعلم طرق لتهدئة خوفك عندما تكون في موقف يخيفك عادةً.
5. العلاج الطبي عند الطبيب النفسي
اذا لم تنجح كل الطرق الآنفة الذكر او كان مفعولها ضعيف او مؤقت، او للأسف الحالة مستفحلة ولها مدة طويلة وبدات تعيق المريض عن العمل او تعيق المريض ان يعيش بشكل سليم،فلا مانع من زيارت طبيبك النفسي المحبوب ليضيف لك بعض العلاجات التي تساعد على ابعاد مشاعر القلق والخوف بالإضافة إلى الطرق السابقة. ولاننسى ان مشاعر الخوف والقلق مع الوقت ممكن ان تسبب لك اكتئاب وتدفع بك الى الانعزال عن الأخرين، فلذلك استخدامك لبعض مضادات الاكتئاب والقلق لفترة مؤقته كفيلة بأن تخرجك من دوامة هذا المرض اللعين وتعيد توازنك النفسي والروحي
د.محفوظ عبد الحبيب الخليدي